شخصية فريدة في عطائها وفي مسارها بل وفي مزاجها أيضا، عاش مبدعا حتى نهاية حياته تشبع بخصائص الأرض التي خرج فيها إلى هذا العالم وإستطاع بعبقريته أن ينسج عالما من الخيال خاصا به، بلغة لم يستعرها أبدا من غيره،
محمد خير الدين المزداد سنة 1941 وتوفي في سنة 1982 إبن تفراوات وبالظبط أزرو واضو، هذا العصفور الذي غرد للغربة والتيه ولمتعة الحياة والإكتشاف، وشق طريقه بصعوبة نحو القمة، منتزعا إعجاب جيله وكل الأجيال اللاحقة داخل المغرب وخارجه،
صنع هذا المثقف تاريخ لبلده عبر قوة الكلمة والكتابة
حين يتحدث الإنسان في جيله، ينتابه الألم لفقدانه فهو ليس خسارة لسوس فقط بل خسارة للمغرب، لأنه مثقف وكاتب من الوزن التقيل، توفي في سن مبكرة
محمد خير الدين شخصية حرة متحررة من بعض الأشكال النمطية التي يمكن القول عن أنه كان يرفض الأنظمة والبروتوكول الرسمي، طبيعة تفراوت في سوس لم تفارق أبدا مؤلفات خير الدين، كما هو معلوم أن خير الدين من بين الكتاب الكبار الذين كتبوا باللغة الفرنسية في المغرب وخارج المغرب.
ولادة محمد خير الدين عام 1941 تقريبا، لأن الحالة المدنية لم تكون موجودة أنذاك ، خرج المغرب وإتجة نحو فرنسا سنة 1965 لكن قبل سفره درس في الدارالبيضاء سنوات الثانوي من الدراسة، لكن لم يكون يذهب إلى المدرسة، لأن ما كان مقررا في القسم كان قد درسه من قبل، كان يقرأ لأكبر الشعراء الفرنسيين وهة في سن 13 سنة.
محمد خير الدين أمازيغي، فخور بأصله الأمازيغي خصوصا وأنه ينتمي إلى الرقعة الجغرافية المتشبتة باللغة الأمازيغية والثقافة الأمازيغية كان عشقه لكل ما هو شعبي أصيل، وليس الشعبوية المصطنعة لأغراض شخصية، قام بتأليف مؤلفات رائعة، في مدينة الدار البيضاء قام بتأسيس مجلة إسمها " poésie toute" غرضة من حياته هو المجال الثقافي في الكتابة والفكر، ولا يريد التدخل أو ولوج للسياسة .