فيديو منتشر بنطاق واسع للأستاذ والفيلسوف أحمد عصيد يرد فيه على فضيحة بلغيث لموضوع المساءلة القضائية أو المتابعة لمؤرخ جزائري اسمه محمد الأمين بلغيث. هذا الشخص أعطى تصريحات تتميز بنوع من النزق والخفة والبعد عن الاتزان الأكاديمي. مع العلم أنه وصف بأنه مؤرخ، ونعلم جميعاً بأن كلمة مؤرخ تعني عالماً في مجال تخصصه وهو التاريخ.
الكلام الذي قاله السيد محمد الأمين بلغيث للأسف لا أثر فيه لأي نزعة علمية أو أكاديمية. فهو نوع من التهجم الرخيص حيث اتهم من يعمل في مجال الأمازيغية بأنهم ضالعون في مؤامرة صهيونية، وأيضاً بأن فرنسا هي التي صنعت الأمازيغية. في الحقيقة، الأمازيغية موجودة منذ آلاف السنين، قبل وجود دولة اسمها فرنسا.
هذا الشخص يبدو أنه قام بخيانة تخصصه، ولهذا جاءت تصريحاته لتنبئ عن توتر نفسي واضطراب كبير، مما أدى إلى مساءلته من قبل الأجهزة الجزائرية بسبب مواقفه العنصرية التي تتعارض مع الدستور الجزائري.
كما قال عصيد في فيديو منشور على اليوتيوب أنا شخصياً لا أتفق مع اعتقال الناس بسبب آراء أو تصريحات حتى لو كانت فيها نوع من الغلو أو التهجم. يجب أن يكون هناك حوار وتبادل ونقاش عمومي، وهذا هو الرأسمال الذي ينبغي الحفاظ عليه في الجزائر أو في أي بلد آخر.
لقد عانت الأمازيغية من عنصرية مفرطة، واعتبرنا عملاء للخارج، رغم أننا نحن من قاوم الاستعمار بالسلاح. الأمازيغ وطنيون يريدون الاعتراف بلغتهم وثقافتهم، ولا يريدون الإساءة إلى أي مكون آخر.
للأسف، هناك من يتحدث بهذه الروح البعيدة عن التسامح، لكننا واجهنا هذه العنصرية بالعمل العلمي على وثائق التاريخ والثقافة. نحن نؤمن بالحوار والتفاهم، ونريد الاعتراف بجميع مكونات الهوية الوطنية.
في الختام، يجب أن ندرك أن الجزائر لا يمكن أن تكون لها مكانة في التاريخ إلا بوجود مكون الأمازيغية. الأمازيغية هي جزء أساسي من الهوية الوطنية، ويجب أن نتعاون جميعاً لبناء وطن مستقر ومتحد.
.