recent
أخبار ساخنة

نشأة الدولة السعدية السوسية في تيدسي ن إسندالن نواحي تارودانت

مؤسس الدولة السعدية" أبا عبدالله محمد بن عبد الرحمان"


تيدسي ن إسندالن التاريخية  قرية سوسية التي  تنتمي إلى قبيلة إسندالن نواحي مدينة تارودانت، لكن في التاريخ قال الحسن الوزاني في كتابه "وصف إفريقيا" أن تيدسي هي مدينة تاريخية عميقة وكبيرة في القرن السادس عشر ميلادي ، يسكنها 4000 آلاف عائلة بالتقريب 5أشخاص للعائلة ستعطي نسبة الساكنة الكبيرة في ذلك الوقت اي حوالي عشرين ألف نسمة، لكن لمازتزور هذه القرية حاليا ستقول أن كلام الحسن الوزاني مبالغ فيه،  للإشارة فالمصادر التاريخية تقول أن تيدسي ن إسندالن هي مركز إنطلاق الدولة السعدية التي تعتبر من أعضم الدول الحاكمة للمغرب ، حيث بايعت قبائل سوس مؤسس الدولة "أبا عبدالله محمد بن عبد الرحمان" القائم بأمر الله على الحرب ضد البرتغال.


مقولة : تقال عند العائلات السوسية إلي حد الآن أن كل ضيف أو زائر لعائلة ما وصادف عرس أو مناسبة أو شيء مفرح يخاطبة أهل الدار باللغة الأمازيغية (تكيد أسعدي) والمعني والشرح هي فأل خير على العائلة أو المجمع  وهنا قد نقول أن السعديين كانوا فأل خير علي المناطق التي حرروها من البرتغالينن بمساهمة القبائل السوسية.


.في ذلك الوقت الوطاسيين لم يقدروا على الدفاع عن السواحل المغربية بحيث أنهم مستقرين في فاس ونواحيها فقط ، تيدسي ستكون مركز لإنطلاق الحملات السعدية السوسية الأمازيغية لتحرير السواحل المغربية من البرتغال (البرتقيز).


 قيام الدولة السعدية


بداية القرن 13 ميلادي وتعريف تاريخ سوس في ذلك الوقت وأي علاقة بين سوس والسلطة المركزية،  إذ بعد إنهيار الدولة الموحدية سيأتي بعدهم المرينيين وبعدهم كذلك الوطاسيين التي كانت علاقتهم بسوس بعيدة.


المرينيين كانوا يطلقون حملات عسكرية على سوس إذا سمعوا بأن هناك شخص ضدهم ويعكس أفكارهم.


بن إدير في تارودانت  وتاوزارتي في ماسة (ماست) ، في كتاب إبن خلدون (العبر) نلقى مصطلح تابوداري وهذا الإسم قريب لإسم أبودرار نسبة لقبائل "إداولتيت" كما قال أنه من المتصوفة في المنطقة.


بدون هذه الحملات المدكورة لم يكون للمرينيين حكم على سوس حتي لما جاء الوطاسيين بعدهم هم كذلك لم تكون لهم سلطة علي القبائل السوسية، وهذا يدل علي أن كل قبيلة في سوس تحكم نفسها وهذا بفضل الثقافة والقانون العرفي المسمي "إنفلاس".


لكن هذا الفراغ والحكم القبلي المحدود جعل سوس مهدد من الأطماع الأوربية للسواحل السوسية،  حيث بدأ الإحتلال البرتغالي بالسيطرة علي عدد من الأماكن البحرية في سوس وشيدوا بها مراكزهم.
تافضنا، تاركوكو، تمراغت، فونتي، تيفنيت نزولا إلى ماست السوسية وأساكا جنوبا.


كان البرتغاليين في هذه الفترة التي إحتلوا فيها السواحل يبحثون  علي الأماكن المطلة علي البحر والمتوفرة على منابع المياه وفي نفس الوقت السهول القريبة الصالحة للفلاحة، من هنا بدأ الهجوم المتكرر علي سهول الساكنة المحلية الأمازيغية السوسية وينزعون منهم المحاصل الزراعية بالقوة، أمازيغ السهل السوسيين الموجودين جانب البحر قرروا ترك منطاقهم والصعود للجبال.


كسيمة (إكسيمن) صعدوا إلى إمسكين ، تمراغت صعدوا إلي جبل أورير بحيث أن البرتغاليين صعب عليهم صعود الجبل زائد على أن الجبل لا يهمهم في شيء.



من هنا بدأت قبائل سوس في مقاومة الإحتلال البرتغالي لأراضهم وسواحلهم،  وقرروا الإستعانة برجال الدين المتصوفة الذي كانت لديهم مرتبة إحترام من الناس،  نظرا للدور الذي يلعبه رجال الدين في فك وحل المشاكل بين الناس.



قبائل سوس في مقاومة الإحتلال البرتغالي




في أقا السوسية كان الشيخ المتصوف "محمد بن مبارك" تلميذ الشيخ المعروف "محمد بن سليمان الجزولي"  الذي لديه مكانة كبيرة في وسط القبائل،  هذا الذي سيدفع بقبائل سوس إلي الذهاب إليه قصد مبايعته في الجهاد ضد البرتغال،  لكنه رفض وفي نفس الوقت قالهم بايعوا "محمد بن عبد الرحمان" جد السعديين.


رواية تقول أن شيخ من قبيلة إكسيمن ( كسيمة) هو كذلك طالبوه بالجهاد ضد البرتغال هو كذلك رفض وقال لهم بايعوا  "محمد بن عبد الرحمان" والملاحظ أن كل الشيوخ إتفقوا علي جد السعديين.


بنسبة كبيرة جدا شيخ كسيمة (إكسيمن) هو "حماد اومحند اوتيلضي " جد "آيت تراست" وهي منطقة في إنزكان الحالية، هذه الشخصية المهمة الموجودة في المصادر التاريخية بينت أنه كان قائدا ضد البرتغال من جهته.

البيعة 


البيعة تمت سنة 1510 ميلادية في تيدسي قبيلة إسندالن القريبة لمدينة تارودانت وعلى دكر تيدسي هناك شخص إسمه #بركة بن محمد بن أبي بكر التيدسي" الشيخ الصوفي للقبيلة والذي كان معروفا بتعليم القراءات وتهديب المريدين وتشجيع ناس القبيلة علي الكفاح ضد الإحتلال البرتغالي هو كذلك إتفق مع ناس القبيلة بمبايعة "محمد بن عبد الرحمان السعدي" الذي لقب بعد ذلك بالقائم بأمر الله .



المقاومة السوسية للإحتلال البرتغالي



محمد بن عبد الرحمان السعدي خاطب الناس باللغة الأمازيغية السوسية (كما دكرتها المصادر التاريخية) ، قبيلة إسندالن السوسية التي تتواجد في موقع إستراتيجي هام بشمال الأطلس الصغير علي سهل سوس في الشرق هناك قبيلة إندوزال وشمالها هناك إتحاديات قبائل هوارة وفي الغرب والجنوب هناك قبائل المسماة والتي تنتمي لأتحاديات أيلالن وقبيلة إداومنو (اشتوكن).


تيدسي ن إسندالن كما دكرت في المصادر أنها مدينة كبيرة تاريخية كما لديها دور مهم إذ تشكل مركز للتجار الذين يتاجرون مع بلاد السودان (جنوب الصحراء الكبرى) وكانت أيضا مركز للصناعة اليدوية،  (يهود المنطقة) المعوفين بصياغة المجوهرات من الذهب والفضة، باإضافة لكل هذا تعتبر من الواحات الخصبة التي تتوفر على وفرة المياه ومنابعها.



قبيلة إسندالن السوسية نواحي مدينة تارودانت



قبيلة إسندالن السوسية التي كانت تنتمي لحلف "تحكات" وفي التاريخ فإن قبائل سوس مقسمة إلي قسمين أو حلفين "حلف تحكات" و "حلف تكيزولت" وهذا يدل علي أنها كانت مشاركة في الصراعات بين قبائل الموجودة في سوس.
الموقع الجغرافي والإستراتيجي والوزن السياسي وحتي الوضع الإقتصادي المتميز لقرية "تيدسي" سيقصدها السعديين للإستقرار بها وبناء الزاوية الخاصة بهم ، في كتب التاريخ وبالظبط كتاب "نزهة الحادي" للإفراني.
المعروف تاريخيا أن السعديين كانوا مستقرين في قصر بواد درا (درعا) داخل الواحة علي يمين الطريق المؤدية بين زاكورة وقصر بن صولي في الضفة الشرقية ، والمتير للإنتباه هو أن ذلك القصر يسمى بإسم قصر تيدسي،  لكن المؤرخيين ورجال التاريخ لم يتمكنوا من معرفة أواصل التشابه بين قصر تيدسي الموجود في واد درا (درعا) وقرية تيدسي السوسية،  الرابط بينهم هم السعديين ، لكن بعد الصراع بين الرحل المتجهين من الصحراء في الجنوب وقبائل المستقرة في واد درعة ستغير الوضع وتحول السعديين إلى قرية إسندالن السوسية.


خلاصة القول بعد  مبايعة جد السعديين "محمد بن عبد الرحمان" الملقب بالقائم بأمر الله في تيدسي من طرف القبائل السوسية ، حيث أمر  قبائل سوس پإعطاء 10 من الفرسان لكل قبيلة ليجتمع تقريبا 500 فارس
تيدسي مركز إنطلاق العمليات العسكرية السوسية ضد البرتغاليين ، بحيت ستبصم على أول مواجهة حربية في منطقة "تيفينت" الساحلية التي تنتمي لقبائل اشتوكن السوسية ، وستسفر على إنتصار الجيوش السوسية علي البرتغاليين.
بعد ذلك إتجهوا لحصن "فونتي" في أكادير ومراكز  الإحتلال البرتغالي الأخرى.


الثوار ووكل القبائل السوسية إستبشروا خيرا بعد مبايعتهم لجد السعديين،  ومن هنا زاد التشجيع والعتاد والقوة والكم الهائل من الفرسان للقضاء كليا علي البرتغال وتحرير أراضيهم من المحتل البرتغالي.

طالب "محمد بن عبد الرحمان" من قبائل سوس أن يبايعوا أولاده الإثنين "أحمد الأعرج" و "محمد الشيخ" 
بداية قوة الدولة السعدية في سوس.


قبيلة إسندالن والمكان المميز والفريد ، التي تكتنز خيرات طبيعية وفرة المياة والكلأ زائد على أنها مركز تجاري وإقتصادي كبير ، تجار يهود يمارسون صناعة صياغة المجوهرات والحلي الأمازيغي المحلي ، وبالمنطقة هناك مآتر تاريخية وعمرانية في مكان يسمى "بولمعدن" علي بعد كيلومترين من قرية تيدسي ويوجد بها مغارتان بالقرب من منجم للحديد قديما وموجودة مآتر تاريخية أخرى خاصة بالعائلات الكبيرة جاءت من قبائل سوسية أخرى وندكر منهم "إذاوبعقيل" في إداولتيت التي دكرها العلامة "المختار السوسي" في كتابة المعسول (الجزء الثالث) كما تبين من بعد أن هذه العائلة مدونة في لوائح "إنفلاس" المخصص للمخازن الجماعية في المنطقة "إكودار".



سواحل سوس التي حررها السوسيين من البرتغال


الحسن الوزاني أشار وقال في كتابه وصف إفريقيا أن قبيلة إسندالن يحكمها 6 شيوخ يثم إختيارهم بالقرعة أو ما يسمى بالانتخابات ، وبعد كل ستة أشهر يثم تغييرهم بشيوخ جدد وهذا موجود في قانون أو نظام "إنفلاس".


إسندالن المحاطة بقبائل معروفة كهوارة وأيلالن وقربها من مدينة تارودانت أشهر وأقدم مدينة في المغرب وسوس ، حيث عرفت توافد القبائل الأخرى عليها،  هذا ما دفعا أن تكون مركز تجاري وديني في القرن السادس عشر ميلادي.





google-playkhamsatmostaqltradent